(adsbygoogle = window.adsbygoogle || []).push({});
تدفعك ملامحه الأوروبية حينما تراه لتلقى عليه التحية بـ«الإنجليزية»: «هاى»، لكنك ستفاجأ برده المصرى: «أهلًا يا برنس»، لتتساءل: هل هو مصرى بملامح أوروبية؟ أم أوروبى ولد فى مصر وتربى فيها وأصبح يتحدث بلسان أهلها بطلاقة؟. الحقيقة أنه ليس هذا أو ذاك، فـ«تونى رونالد» شاب دنماركى وقع فى غرام «أم الدنيا» منذ طفولته، وكان يشاهد صور الأهرامات عبر التليفزيون، ويتابع الأفلام المصرية، فعرف الكثير من الحكايات عن هذا البلد الساحرا وعن أهله، وعندما بلغ «سن السفر» جاء إليها فى رحلة قصيرة، لم يكن يعلم أنها ستغير حياته تمامًا. ترك «تونى» البالغ ٢٢ عامًا أسرته وهو فى الـ١٩، قادمًا إلى شرم الشيخ، حيث أعجبته الأجواء والعيش وسط المصريين، وعندما غادر المدينة قرر ألا تكون «الزيارة الأخيرة»: «بعدما صعدت إلى الطائرة لمغادرة مصر، بدأت أشعر بالاختناق مثل سمكة خرجت من المياه، وما أن وصلت إلى الدنمارك لم يشغل بالى سوى سؤال واحد: متى سأعود إلى أرض الفراعنة مرة أخرى؟». وبالفعل لم تمض عدة أشهر إلا وعاد إلى مصر، لكن هذه المرة لم تكن مجرد «إجازة»، إذ بحث عن عمل ليستطيع البقاء هنا لأكبر وقت ممكن، وبالفعل عمل فى التنظيف بأحد فنادق شرم الشيخ، ثم مساعد أجانب، مع بدئه تعلم «العامية» المصرية. «فى أقل من سنة كنت أتحدث كما لو أننى ولدت فى السيدة زينب». هكذا عبر «تونى» عن إجادته الهجة المصرية، مضيفًا: «عندما أتحدث مع المصريين أرى آثار الدهشة على وجوههم، والتساؤل: كيف تتحدث هكذا؟». يجيب عن سؤال الحائرين فى لهجته «العامية»: «كونت الكثير من الصداقات مع مصريين، وأصبحت واحدًا منهم وعشت معهم». ويضيف: «لا أستطيع أن أبدأ يومى دون الفول والطعمية، فضلًا عن تعلمى طهى العديد من الأكلات المصرية. وقعت فى حب ورق العنب والملوخية والفتة، حتى إننى أستغرب الأكل الدنماركى كثيرًا عندما أعود إلى هناك فى إجازة، وكأننى لم آكل فى حياتى غير الأكل المصرى». وعن الناس فى مصر، يرى أنهم مختلفون تمامًا عن الدنمارك، إذ يتسمون بـ«كرم مبالغ فيه»، موضحًا: «إذا زرت صديقا مصريا لا يملك سوى جنيه فى جيبه، يمكنه أن يشترى لى ما آكله ولا يأكل هو. أشعر بطيبة قلوب المصريين، وأنى إذا وقعت سأضمن أن أحدهم سيمد يده لى، وهو ما جعلنى أنوى استكمال حياتى هنا». وأعتبر أن بنات مصر يملكن أخلاقًا عالية وجمالًا مميزًا، حتى إنه يعجب من الشباب المصريين حينما يقولون: «بنت مصر ليست جميلة أو سيئة أو شيئا من هذا القبيل». ويستكمل: «مصر جميلة وشعبها جميل لكن عيبه الوحيد هو أنه لا يعلم قيمتها. لم أر بلدًا فيه كل الخير الذى فى مصر أو طبيعتها الجغرافية، فأين تجد بحرين ونهرا وجمالا وأقاليم تتحدث لغات مختلفة وبترولا وأصحاب ديانتين يعيشون فى أرض واحدة بسلام، هذه أشياء لا يمكنك أن تراها إلا فى مصر». ويختتم الشاب حديثه: «أخبرت الجميع أننى إذا مُت لا يدفن جسدى إلا فى هذا البلد الذى طالما أحببته وسأظل أحبه كما لو أننى ولدت فيه ولى به ٧ أجداد، وعندما أتزوج وأنجب سأعلم أولادى اللهجة المصرية قبل أن أعلمهم أى لغة أخرى».
(adsbygoogle = window.adsbygoogle || []).push({});